أعلان هام

ضيوفي الاعزاء نأسف لعدم تجديد مواضيع المدونة وسوف نتوقف حتى أشعار اخر
سوف تجدد المواضيع كل اسبوع يوم سبت

السبت، 8 أغسطس 2009

الإنسان عدو ما يجهل

Read more!
رغم ما يكتنف الإنسان من فضول أحيانا، إلا أنه في الحقيقة دائماً ما يخشى الأمور المجهولة. هذا الخوف والحذر ينطبقان تقريبا على كل ما يطرأ في حياة الإنسان من مستجدات جديدة تستُحدث دون مثال سابق.

وهذا ما نسميه البقاء في منطقة الأمان أو صندوق الأمان، بحيث يخصص كل فرد منطقة يشعر بها في الأمان بداخله ولا يحب أن يخرج منها، ومثال على ذلك شخص ما يحب أن يجلس على كرسي معين في البيت أو زاوية محددة ويقرأ جريدة أو مجلة معينة أو طريق معين للذهاب للعمل أو حتى أي قناعة معينة راسخة في ذهنهم وغيرها من الأمثلة.

ومن هذا المنطلق فإن الكثيرين ممن لا يرغبون في الخروج من صندوق الأمان الخاص بهم لا يجددون نشاطهم ولا يستزيدون من المعرفة لأنهم يعتبرونها خروج من المنطقة الآمنة. ولا يرغبون بمعرفة أشياء جديدة.

بل والأدهى من ذلك أنهم يقومون بمعاداة ومحاربة وتجريح أي شخص يحاول الدخول إلى منطقة الأمان الخاصة بهم أو يحاول إخراجهم منها ولو كان لمصلحتهم. ومثال على ذلك عندما نقول لذلك الشخص بأن هناك منتج جديد أو خدمة جديدة في الأسواق تفيده، فإن يرفضها بشدة لسببين هما في الغالب من أهم أسباب الرفض، الأول منطقة الأمان الخاصة به والتي يحاول أن يحميها ويتمسك بها بشدة، والسبب الثاني والذي ينتج عن السبب الأول هو أنه يرغب في أن تكون تلك المعلومة هو من يقولها.

فتكون من صفات الشخص المتمسك بصندوقه بقوة أن يكون انطوائيا ومنعزلا عن العالم الجديد ويتحول إلى شخص عدائي للدفاع عن ما ترسخ في فكره وقناعاته مع عدم تقبله حتى للنقاش.

ولأنه غالبا ما يكون غير متطور في الكثير من الأمور فإنه يحب أن يتحدث ويبرز الأشياء التي يعملها هو فقط، أو يسجن نفسه في الصمت وعدم المخالطة والنقاش، لعدم وجود القدرة على تطوير معلوماته وأسلوبه في الحياة.

ومنطقة الأمان موجودة لدى كل إنسان، منها ما يكون صغيرا جدا للغاية وصلبة، ومنها الكبيرة والمرنة والشفافة.

فالمرء لابد له من الخروج من منطقة الأمان متى ما لزم ذلك وتعلم الجديد وتدريب نفسه على المرونة الكافية لتقبل مستجدات الحياة المتطورة والسريعة، وإلا بقي على حالة دون تطوير ومتأخرا عن ركب العلم والحضارة.

وهنا ندعو الجميع للخروج من منطقة الأمان والانطلاق إلى عالم المعرفة والجديد وتطوير مهاراتهم وصقلها بما هو مفيد لهم والمجتمع، وما هو في حدود الشرع والقانون والعادات والتقاليد الصحيحة.

والسؤال الذي يتبادر في الذهن مما سبق – طبعا لمن يرغب في تطوير نفسه – هو كيف الخروج من منطقة الأمان إلى العالم الشاسع، وكيفية تدريب النفس والعقل على تقبل الخروج من تلك القوقعة.

وجود الرغبة في تطوير النفس للأفضل وتعلم الجديد والخروج من منطقة الأمان هي الشرارة الأولى التي ممكن أن يستند عليها الإنسان للبدء في رحلة التطوير، ونعتبرها هي المحفز القوي للبدء في الخروج.

فالإنسان الأول كما يقول التاريخ كان يحتمي بالكهوف وفوق الأشجار، وكان يخرج فقط ليأتي بما يشبع جوعه وظمأه، وعندما يرى شيئا جميلا أو غريبا، يدفعه الفضول للخروج أو حب المعرفة أو لامتلاك الشيء الجديد أيا كان وقد يكون مثلا مهارة جديدة.

ونعود إلى كيفية الخروج من منطقة الأمان – طبعا في وجود الرغبة – يبدأ الإنسان في تعويد نفسه أولا على كسر روتين حياته اليومية وتغيير ما تعود عليه تدريجيا، كأن يغير مكان الجلوس أو نوع الجريدة و التفكير في الجديد والموجود خارج الصندوق.

طبعا في البداية سيكون هناك شعورا غير مستحب وهو ما نسميه شعور تجربة شي جديد لأول مرة، مثل الدخول على بيت غريب أو تجربة ساعة أو سيارة جديدة. حتى شعور الفرح بامتلاك الجديد لا يغطي الشعور الغير مستحب.

بعد ممارسة أو تجربة ذلك الشيء الجديد لعدة أيام يتكون شعور جديد نسميه شعور تعلم شيء جديد بعد التعود عليه. وهو لا يزال في منطقة العقل الباطن السطحي. أما بعد فترة طويلة فإنه يتحول إلى منطقة جديدة من الأمان والتعود الكامل عليه، فيتحول إلى العقل الباطن العميق.

وعند تجربة كسر بعض القيود وتغيير السلوك البسيط لفترة معينة نزيد في تمارين الخروج من الصندوق بشكل أوسع. وفي حالة الاندماج مع أشخاص جدد، يفضل الإنصات جيدا وملاحظة الحركات والنبرات والمعلومات والشخصيات المختلفة، والبدء في الدخول مع الشخص الأكثر قبول لدينا ليكون نقطة الانطلاق، بشرط أن لا يكون الانطلاق مغايرا لاتجاه المجموعة منذ البداية أو في معارضتهم، لأنه قد يسبب نفور وابتعاد، مما يؤثرا سلبا عليك فترجع إلى الانكماش والتقوقع داخل صندوقك.

ومن التمارين المفيدة هنا هو تمرين الاسترخاء والتعود على الهدوء قبل تجربة الخروج من الصندوق، فهو يفيد في تغيير الحالة السلبية المصاحبة للشيء الجديد وتقبله بشكل أفضل وأسرع والتعود عليه والاستفادة منه.

وأيضا تمرين الخيال حيث يجلس الشخص في جلسة هدوء واسترخاء ويتخيل نفسه خارج الصندوق وفي حالة تطبيق للشيء الجديد مع إعطاء الإيحاءات الإيجابية المتوافقة مع الموضوع، بحيث يساعد التخيل على تقبل التغيير.

والعديد من التمارين المفيدة في هذا المجال والتي منها تمارين تقوية الشخصية واحترام الذات وتطوير المهارات الشخصية والمهارات القيادية والاسترخاء وغيرها الكثير. وأيضا الدخول في مجموعات تهتم بتطوير نفسها وتعلم الجديد وممن لهم اهتمامات متنوعة وإيجابية.

المستشار/ سالم حماده

Which Types (Visionary Leaders) Are You

Read more!